ألم في الظهر والرقبة وغباشة في العين من أعراض التهاب الأعصاب

في فصل الشتاء يزور البلاد مزيدٌ من الفيروسات الجديدة التي تعشق وتعشش في المجاري التنفسية والهضمية، هذه الفيروسات تسبب المعروف والشائع من علامات المرض المؤقت، كالحرارة والاحتقان والسعال والعطاس والألم والمغص وما إلى كل ذلك من أعراض تزول هذه الأعراض عادةً خلال ستة إلى عشرة أيام دون أن تخلف آثاراً تذكر سوى بعض الإعياء والتعب.

بعض هذه الفيروسات تُتِم رحلتها من الجهاز التنفسي أو الهضمي إلى الجهاز العصبي، بعضها يذهب إلى السحايا أو الدماغ مسبباً التهابات للسحايا والدماغ، وبعضها يذهب إلى الأعصاب المحيطية، وسنتحدث في هذه العجالة عن تلك الفيروسات التي تصيب الأعصاب المحيطية عن طريق إثارة وإضعاف المناعة الجسمية مؤديةً إلى مرض خطير يبدأ بأعراض غامضة متقلبة غريبة.

يبدأ المرض بآلام وضعف وخدر في القدمين أو ربما ألم في الظهر والرقبة أو ربما غباشة في العينين وتعدد في الرؤية ثم خلال ساعات أو أيام قليلة ينتشر صاعداً عبر القدمين ليشملَ الرجلين والجذع والذراعين ثم يغوص في أعصاب التنفس والجهاز الهضمي ثانيةً مسبباً ضعفاً عاماً قد يؤدي إلى صعوبة في النطق والبلع والتنفس، مع اضطرابات هضمية وربما قلبية، ويدعى هذا المرض العجيب التهاب الأعصاب المتعدد.

علاج هذا المرض هو أولاً في الشك ببدئه وتشخيصه المبكر، ورغم ندرة هذا المرض فإن الشك به وتشخيصه المبكر مهم جداً لمنع تفاقمه، وحماية المريض من ضعف عصبي وعضلي مُقعد.

بما أن هذا المرض يصيب الكبار والصغار لذلك فعلى المريض أن يخبر طبيبه أو طبيب أطفاله عن أية أعراض غريبة غير مفهومة كآلام القدمين والرجلين الضعف في القدمين والرجلين أو صعوبة في الرؤية والتنفس والبلع.

إن على الطبيب أن يسارع بالشك في هذا المرض ويسعى إلى علاجه، وتشخيصه وعلاجه بعزم وإصرار.

فعند أول شك في المرض وخاصةً عند الطفل يجب إدخال المريض إلى المشفى للمراقبة والتشخيص الأكيد ثم بدء العلاج.

يبدأ الطبيب بتشخيص حالة المريض بسماع قصته بشكل دقيق ثم يقوم بالفحص الكامل للمريض وبعد ذلك دراسة السائل الشوكي ثم قياس سرعة الأعصاب المحيطية في الرجلين وكل هذا مجتمعاً سيؤدي إلى التشخيص النهائي للمرض.

العلاج عادة يكون بالسوائل المراقبة العامة القريبة الدائمة، وعند ظهور أية علامات لتصاعد وتفاقم الضعف عندها يبدأ العلاج عادةً بما يسمى IVIG وهو بروتين مناعي يوقف انتشار المرض على مدى ثلاثة إلى خمسة أيام، إن العلاج المبكر مرتبط بالتشخيص المبكر والتشخيص المبكر مرتبط بالشك المبكر والاهتمام المتبادل بين الطبيب والمريض.